في ظل التحديات البيئيّة المتزايدة والتوجّه العالمي نحو الحفاظ على الموارد الطبيعيّة، برزت العمارة المستدامة كأحد الحلول المحورية لمواجهة آثار التغير المناخي وتقليل البصمة الكربونية، ومع تسارع وتيرة الإبتكار التكنولوجي، أصبحت التكنولوجيا عنصرًا أساسيًا في تطوير مفاهيم التصميم المستدام، بل وأداة فعّالة لتحويل الرؤية البيئية إلى واقع عملي فقد أثرت التكنولوجيا الحديثة في جميع مراحل العملية المعمارية، بدءًا من التخطيط والتصميم وحتى التنفيذ والتشغيل في هذا المقال، نسلط الضوء على سبع نقاط رئيسية توضّح كيف ساهمت التكنولوجيا في تعزيز العمارة المستدامة، من خلال تحسين كفاءة الطاقة، واستخدام المواد الذكية، وغيرها من الإبتكارات.
1- الطاقة الشمسيّة: الطاقة الشمسيّة هي من أكثر التقنيات تأثيرًا في العمارة المُستدامة، فالألواح الشمسيّة أصبحت في الوقت الراهن جزأ لا يتجزأ من تصاميم المباني، حيث تقوم الألواح الشمسيّة بتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء مما يوفّر مصدر طاقة مُتجدد ووفير عند دمجها في واجهات المباني أو أسطح الأسطح أو النوافذ، حيث أنها تعمل على التقليل بشكلٍ كبير من اعتماد المبنى على مصادر الطاقة التقليديّة وتقليل البصمة الكربونيّة.
2- الأسطح الخضراء: تُعتبر الأسطح الخضراء من الحلول المُبتكرة التي تُساعد في الحد من التأثير البيئي للمباني، فالسطح الأخضر المعروف بالسطح الحي مُغطى بالنباتات مما يوفّر العديد من الفوائد، كما أنها تعمل على تحسين جودة الهواء وإدارة مياه الأمطار من خلال امتصاص مياه الأمطار كما أنها تُساهم في العزل الحراري للمبنى مما يُقلل من الحاجة إلى التدفئة والتبريد.
3- تقنيات المباني الذكيّة: تُعتبر تقنيات المباني الذكية ذات أهميّة مُتزايدة في العمارة المُستدامة، فهي تستخدم المُستشعرات والأتمتة وتحليل البيانات لتحسين استخدام الطاقة وتحسين جودة الهواء الداخلي وتعزيز راحة السكّان، فضلاً عن ذلك فهي يُمكن أن تتكامل مع مصادر الطاقة المُتجددة مثل الطاقة الشمسيّة وطاقة الرياح لإنشاء أنظمة مُستقلة.
4- تخزين الطاقة والشبكات الذكيّة: تُتيح تقنيات تخزين الطاقة تخزين الطاقة الزائدة التي يتم توليدها خلال ساعات النهار واستخدامها في فترات الذروة أو خلال ساعات الليل، مما يُساعد في تقليل الإعتماد على طاقة الشبكة ويضمن أن المباني تعمل بشكلٍ مُستقل عن مصادر الطاقة غير المُتجددة.
5- تقنيات الحفاظ على المياه: يُعد الحفاظ على المياه جانب مُهم في العمارة المُستدامة في العديد من المناطق في العالم، فشُح المياه يُعد مصدر قلق مُتزايد لمُعالجة هذه القضيّة، حيث يقوم المعماريّون والمُصممون بدمج تقنيات موفرة للمياه في تصميم المباني الخاصّة بهم، على سبيل المثال يتم جمع أنظمة حصاد مياه الأمطار، بجمع مياه الأمطار وتخزينها لإٍستخدامها في الري أو أنظمة التبريد أو حتى المياه الصالحة للشرب.
6- تصميم المبنى: يؤثر تصميم المبنى بشكلٍ كبير على كفاءته في استهلاك الطاقة، حيث أحدثت الأدوات الرقميّة مثل نمذجة معلومات البناء ثورة في الطريقة التي يُمكن بها تحسين أداء المبنى، حيث تسمح نمذجة المعلومات للمعماريين بمُحاكاة تكوينات المبنى المُختلفة ودراسة التعرّض لأشعة الشمس واختبار أداء الطاقة قبل بدء البناء، وهذا الأمر يعني أن الميّزات الكفاءة في استهلاك الطاقة مثل الألواح الشمسيّة والتهوية الطبيعيّة، يُمكن دمجها في التصميم منذ البداية.