يتساءل العديد من المهتمين في مجال العقارات عن الفرق بين شركات التطوير العقاري، وشركات الإستثمار العقاري، نظراً لتشابك الأدوار بينهما في بعض الأحيان في حين أن كلا النوعين يساهمان في نمو السوق العقاري، إلا أن لكل منهما مهام وأهداف استراتيجية مختلفة
في هذا المقال، سنتناول الفروقات الجوهرية بين هاتين الفئتين من الشركات، وكيفية تأثير كل منهما في السوق العقاري وفي تحقيق النمو الاقتصادي، لنفهم بشكل أعمق الدور الحيوي الذي تلعبه كل منهما في هذا المجال.
ما المقصود بالتطوير العقاري؟
التطوير العقاري هو عبارة عن تحويل الأراضي والمُمتلكات العقاريّة إلى مشاريع عقاريّة جاهزة للبيع أو للتأجير كما أنه يشمل العديد من المراحل من أهمها شراء الأراضي والمُمتلكات العقاريّة، تحليل الأراضي وتقييمها بشكلٍ دقيق وتطوير خطط التصميم والهندسية المعماريّة للمشاريع العقاريّة بالإضافة إلى الحصول على تصاريح ومُوافقات حكوميّة لازمة وإدارة المشاريع العقاريّة وصيانتها وتشغيلها.
ما المقصود بالإستثمار العقاري؟
الإستثمار العقاري هو عملية شراء العقارات أو الإستثمار فيها بهدف تحقيق عائد مالي، ويُمكن للإستثمار العقاري أن يكون في صور مُختلفة بما في ذلك شراء العقارات وتأجيرها للحصول على إيجارات شهريّة أو شراء العقارات وبيعها في وقتٍ لاحق لتحقيق ربح البيع أو تطوير العقارات وبناء مشاريع جديدة بهدف بيعها أو تأجيرها في المُستقبل.
1- شركات التطوير العقاري: يُمكن القول بأن شركات التطوير العقاري تُركّز على تنفيذ وتطوير المشاريع العقاريّة ويشمل ذلك شراء الأراضي والتخطيط والتصميم والبناء والتسويق وبيع العقارات الجديدة، بحيث يتولى المطورون العقاريّون المسؤوليّة الرئيسيّة لتحويل الأراضي البيضاء أو العقارات المُستخدمة إلى مشاريع عقاريّة جاهزة للبيع أو للإيجار، بهدف تحقيق الربخ من بيع العقارات المُنتجة وتحقيق قيمة مُضافة من خلال تنفيذ وإدارة عملية التطوير.
2- شركات الإستثمار العقاري: تُركّز على استثمار رأس المال في العقارات لتحقيق عوائد ماليّة بحيث تقوم هذه الشركات بشراء العقارات القائمة أو تطوير العقارات الجديدة بهدف استثمارها أو تأجيرها أو بيعها في وقتٍ لاحق، بحيث تستثمر شركات الإستثمار العقاري في مجموعة متنوعة من العقارات مثل الشقق السكنيّة، المكاتب التجاريّة والمجمعات التجاريّة، الفنادق والمُستودعات وغيرها ويكمُن الهدف الرئيسي منها هو تحقيق العوائد الماليّة المُستدامة عن طريق استثمار رأس المال في العقارات.
1- الدور الوظيفي: شركات التطوير العقاري تبني وتطوّر بينما شركات الإستثمار العقاري تشتري وتستثمر.
2- فترة الإستثمار: شركات التطوير العقاري تعتمد على مشاريع طويلة الأمد بينما شركات الإستثمار تبحث عن عوائد دوريّة.
3- الربحيّة: تعتمد شركات التطوير العقاري على خلق قيمة في العقارات من خلال التطوير والتجديد وتحقيق ربح في نهاية المطاف عند البيع، ومع ذلك يُمكن تأخير وقت الأرباح، نظرًا لأنها في الغالب ما تكون مشروطة بإكمال وبيع المشروع بنجاح، حيث قد يكون لدى المُستثمرين العقاريين تدفّق دخف أكثر قابليّة للتنبؤ من خلال العقارات الإيجاريّة، بحيث يولدون دخلاً إيجاريًا مُستمرًا ويستفيدون بشكلٍ مُحتمل من ارتفاع قيمة المُمتلكات على المدى الطويل.
4- المُخاطرة: يتولّة مطوروا العقارات في الغالب مشاريع تنطوي على مخاطر جوهريّة، بحيث يجب عليهم التعامل مع تقلبات السوق والظروف الإقتصاديّة المُتغيرة وتأخير البناء، وإمكانيّة وجود عقبات تنظيميّة، بالإضافة إلى ذلك غالبًا ما يستثمر المطورون مبلغًا كبيرًا من رأس المال مُقدمًا مما يُعرضهم للمخاطر الماليّة إذا لم تسر المشاريع كما هو مُخطط لها.