2024-05-29

كيف يُمكن للمباني المُستدامة الحفاظ على البيئة؟

ترتبط العمارة وبناء المباني بالبيئة ارتباطًا وثيقًا، إذ أن العمارة المُستدامة تهدف إلى تصميم وبناء المباني بطريقة تحقق التوازن بين الإحتياجات البشرية والحفاظ على البيئة، والهدف الرئيسي منها تقليل استهلاك الموارد الطبيعيّة والطاقة وتقليل التأثير البيئي السلبي على المباني المُحيطة، فبالتالي يحب على المهندسين المعماريين والمُمصممين الأخذ بعين الإعتبار التصميم البيئي والإستدامة عند تصميم المبنى على سبيل المثال، استخدام موارد صديقة للبيئة والإستدامة عند تصميم المباني مثل استخدام موارد صديقة للبيئة، وتوفير نظام للتهوية المستدامة والتبريد والتدفئة.

ما المقصود بالمباني المُستدامة؟

العمارة الخضراء أو كما يُعرف التصميم المُستدام، هو نهج في الهندسية المعمارية يُعنى بتصميم المباني بطريقة تُحافظ على البيئة، وتُساهم في خفض الأثر السلبي للبناء على البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعيّة وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة والمياه، بهدف تحقيق التوازن بين الإحتياجات البيئيّة والإقتصادية والإجتماعية للمباني من خلال تصميم مبانٍ مُستدامة مسؤولة بيئيًا، وتستخدم الموارد بكفاءة طيلة فترة حياتها من عملية التصميم والتنفيذ إلى التشغيل والصيانة.

أساليب العمارة الخضراء

تصميم المباني بتقنية الطاقة الشمسية السلبية

التصميم الشمسي السلبي أو البيت السلبي للطاقة الشمسية، هو عبارة عن طريقة فعّالة لإستخدام الطاقة الشمسية لتدفئة المنزل وتبريدها، من أهم ما يُميّز هذا النوع من التصاميم هو أنه يقلل الحاجة إلى أنظمة التدفئة والتبريد التقليديّة، مما يؤدي إلى توفير كبير في تكاليف الطاقة مع مرور الوقت، بالإضافة إلى خفض البصمة الكربونية للمبنى، علاوةً على ذلك فهو يُساعد في تحسين جودة الهواء الداخلي وتقليل مستويات الضوضاء بطريقة مُريحة، ويعتمد هذا التصميم على استخدام النوافذ والجدران وعناصر أخرى في المنزل لتخزين الطاقة الشمسي، وتوزيعها في شكل حرارة خلال فصل الشتاء، والعمل على تخفيض الحرارة في فصل الصيف بحيث تتعرض تلك المنازل لأشعة الشمس المُباشرة خلال أوقات معينة من اليوم مما يسمح للضوء الطبيعي بإنارة المنزل أو المبنى خلال فترات النهار.

التصميم البيوفيلي

يرتكز هذا التصميم على الإستفادة من العناصر الطبيعيّة والبيئيّة لتحسين جودة المساحات ورفع مستوى الراحة للمستخدمين وصحتهم النفسية والجسدية، والهدف الرئيسي من هذا التصميم هو إضفاء جو من الطبيعة وتأثيراتها الإيجابية داخل المباني والمساحات الداخلية، والجدير بالذكر أن هذا التصميم يستند إلى أسس علمية وأبحاث تؤكد العلاقة الإيجابية بين الإنسان والطبيعة، ويشمل على بعض من العناصر وهي استخدام الطاقة الطبيعيّة لتمكين دخول الضوء الطبيعي إلى المساحات المصممة، مما يُحسن جودة الإضاءة، بالإضافة إلى استخدام النباتات الطبيعيّة لتحسين جودة الهواء والتقليل من التوتر والضغط النفسي.

المباني صفرية الطاقة 

المباني صفرية الطاقة أو كما يُطلق عليها المباني معتدلة الطاقة هي عبارة عن مبانٍ لها محصلة استهلاك طاقة وانبعاثات غازات الإحتباس الحراري بمقدار صفر سنويًا، وهي مثال على المباني المستدامة شبه المستقلة في الإعتماد على مصادر الطاقة، حيث يُمكنها توليد الطاقة اللازمة لتشغيل المبنى ذاتيًا من مصادر متجددة مثل الألواح الشمسية واستخدام أساليب الإضاءة والتهوية الطبيعيّة لترشيد إستهلاك الطاقة.

الأسطح الخضراء

العمارة الخضراء هي من أهم الإتجاهات في الهندسية المعمارية لتصميم المباني الحديثة الصديقة للبيئة، حيث أنها تُساعد على تقليل التأثير على البيئة من خلال استخدام مواد متجددة وتحسين كفاءة إستهلاك الطاقة ومن أبرز تلك الإتجاهات هي الأسطح الخضراء التي تُعرف باسم الأسطح الحية أو الأسطح المزروعة وهي عبارة عن أسطح مغطاة جزئيًا أو كُليًا بالنباتات والتُربة ووسائط النمو الأخرى، ويُمكن تركيبها على مجموعة متنوعة من أنواع المباني من المنازل السكنية إلى الأبراج التجارية شاهقة الإرتفاع.

أمثلة على المباني الخضراء

مركز الفنون الإسلامية في الدوحة

هو عبارة عن متحف فني يضم مجموعة من الفنون الإسلامية من فترات ومناطق مختلفة، صُمم هذا المبنى مُستوحى من الهندسة الإسلامية والمناظر الطبيعيّة القطرية، ويتميّز بواجهة من الحجر الرملي الأبيض والزجاج العاكس، ويحتوي على أفنية ونوافير وحدائق، ويستخدم نظام تبريد مائي يستفيد من مياه البحر المُحيطة ويستخدم الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وتسخين المياه.

برج خليفة في دبي

هو أطول مبنى في العالم، يبلغ ارتفاعه 828 متر، تم تصميمه من قِبل شركة الهندسة المعمارية الأميريكيّة، ويُعتبر مثالاً للهندسة البيئيّة، حيث أنه يستخدم تقنيات متقدمة لتقليل استهلاك الطاقة والموارد والمياه، ويحتوي على جدار ستارة ثلاثي الزجاج يقلل من اكتساب الحرارة وفقدانها، بالإضافة إلى نظام استرداد المكثفات الذي يجمع المياه من تكييف الهواء ويستخدمها للريّ، كما يحتيو المبنى على توربينات الرياح التي تقوم بإنتاج الكهرباء ومحطة تبريد المناطق التي توفر المياه المبردة للمبنى والمنطقة المُحيطة به.

ذا إيدج أمستردام

هو مبنى مكاتب ذكي، يُعتبر من أكثر المباني استدامة وكفاءة في استخدام الطاقة في العالم، تم تصميم المبنى من قبل شركة الهندسة المعمارية البريطانية بواجهة زجاجيّة مواجهة للجنوب تعمل على زيادة الضوء الطبيعي والطاقة الشمسية وسقف مُغطى بألواح شمسية تعمل على توليد الكهرباء بطريقة أكثر مما يستهلكه المبنى، كما يحتوي المبنى عن نظام تجميع مياه الأمطار الذي يعمل على توفير مياه للري، بالإضافة إلى نظام الطاقة الحرارية الأرضية الذي يستخدم درجة حرارة الأرض لتدفئة وتبريد المبنى.